السبت، 22 يونيو 2019

رسالة إلى المبتعث الإماراتي

تأليف هذه الرسالة كان بتكليف من دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، لتكون نبراساً للطلبة المبتعثين من بلادنا الحبيبة إلى مختلف بقاع الأرض، وقد تم طباعتها ورقياً بعنوان ( رسالة إلى المبتعث الإماراتي )، وهي صالحة لكل مسلم، وهذا رابط الكتاب الورقي بصيغة بي دي إف ...

https://app.box.com/s/zoh0uwnpq7fo177zuo0049bjmurj5shn



وهذه هي الرسالة:


رسالة إلى المبتعث الإماراتي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإليك نهدي ـ أيها الطالب المبتعث ـ هذه الورقات، وبين يديك نضع الكلمات المنتخبات، ولك نحرر الجمل والعبارات؛ لأنك عزيز علينا، نحب لك ما نحبه لأنفسنا، ونسعى لك في ما نسعى فيه لأنفسنا.
فأنت ـ أيها الطالب الكريم ـ قد انتقلت من مرحلة إلى مرحلة، حيث انتهيت من مرحلة الدراسة في المدارس، وسلكت في طريق المرحلة الجامعية، ومعنى هذا: أن التطلعات إليك صارت أكبر، والآمال عليك أصبحت أعظم، وأصبح من حولك يترقب تخرجك من الجامعة، ودخولك مرحلة العمل، لتنفع نفسك وأسرتك، ومجتمعك وأمتك.
ولا يخفى عليك ـ أخي الطالب الكريم ـ أنك ستبتعث إلى بلاد ليست هي البلاد التي تعودت عليها، وتربيت فيها، فالدين والثقافة والعادات واللغة ربما كانت على غير ما تربيت وتعودت عليه، وأنت على غير ما أَلِفوه هم، فاجعلهم يأخذون منك خير ما عندك، وخذ أنت منهم خير ما لديهم.
ولما كان الابتعاث مرحلة انتقالية قوية في حياتك الدراسية؛ أحببت أن أكتب إليك هذه الرسالة، فيها إضاءات دينية، وفوائد منهجية، تستضيء بها في دربك، وتستعين بها على عبادة ربك، وفقك الله ـ أخي الحبيب ـ إلى كل خير، وجنبك كل شر وضير، ونفع بك أمتك ووطنك.

النعمة الكبرى:
          امتن الله ـ تبارك وتعالى ـ علينا بهذا الدين العظيم، الذي هو دين الكمال والشمول، والخير العميم، يقول الله ـ عز وجل ـ: ﱡﭐ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ  ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ [1]، فهو دين أكمله الله، وأتم علينا به نعمته، ورضيه لنا، واختارنا الله ـ عز وجل ـ له، يقول ـ سبحانه ـ: ﱡﭐ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ  ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲣ ﲤ ﲥ ﲧ ﲨ  ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ  ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ  ﲻ ﲼ ﲽ ﲾﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ [2]، فاختارنا لهذا الدين، وأمرنا بشكر هذه النعمة، بتوحيده ـ سبحانه، والاستقامة عليه، بأداء حقوق الله، وحقوق العباد، مريدين بذلك وجه الله ـ عز وجل.
          ومن تمام النعمة التي أنعم الله بها علينا: أن جعلنا من أمة نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم، الذي هو خير رسول أرسل إلى الناس، وأمته هي خير أمة أخرجت للناس، يقول ربنا ـ عز وجل ـ: ﱡﭐ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ  ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ  ﲨ ﲩ [3]، فوصفه الله ـ عز وجل ـ بأنه منا، وأنه يشق عليه ما يوقعنا في العَنَتِ والحرج، وأنه حريص علينا: هداية وإرشادًا ونفعًا، وأنه رؤوف رحيم، فأكرِم بها من صفات، وأعظِم بها من خصال.
إن من نتائج هذه النعمة العظيمة، أن الإنسان يجد في نفسه راحة، وفي قلبه طمأنينة، بهذا الدين العظيم، فلا يجد في عقائده ما يعسر فهمه، أو يوقع في الحيرة والتناقض، ولا يجد في عباداته وتكليفاته ما هو خارج عن الطاقة والاستطاعة، بل هو دين قريب من النفس والعقل، وسطي متوازن، يعود نفع الالتزام به إلى العبد نفسه، فيجد ثمرات ذلك في دنياه، وسيجدها بعد ذلك في آخرته ـ بإذن الله ـ.
ومرجع هذه الراحة النفسية، والطمأنينة القلبية؛ إلى أن الإنسان يتعرف من خلال هذا الدين بكل يسر وسهولة إلى إجابات الأسئلة الثلاثة: من أين أتى ؟ ولماذا أتى ؟ وإلى أين سيذهب ؟ فيجيب عليها الدين إجابة غاية في الوضوح، يرتاح إليها الإنسان، فيتجاوزها إلى العمل والبناء، فالذي علم أن الله ـ تبارك وتعالى ـ خلقه، وأنه مخلوق لعبادة الله، وأنه صائر إلى الله ـ عز وجل ـ راجع إليه، ولا ينفعه عند ربه ـ سبحانه ـ إلا أن يكون قد رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبيًا ورسولًا؛ يوفر جهده على ما يريد أن يعمله في هذه الدنيا، ليذهب به معه إلى الدار الآخرة، بل يتقدمه العمل إلى الآخرة، فإذا قدم الإنسان على تلك الدار وجد أعماله الصالحات قد رباها الله ـ عز وجل ـ له وزادها.
          فهذا الدين العظيم، الذي يحقق للإنسان هذه الطمأنينة، له خصائص ومميزات عظيمة، تلامس فطرة الإنسان وعقله وقلبه، منها:

1ـ الإيمان بالله ـ عز وجل ـ:
وذلك أن حاجة العباد إلى الإيمان بالله ـ عز وجل ـ فوق كل حاجة، وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة؛ لأنه لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها بأسمائه وصفاته وأفعاله، ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه، ويكون سعيها فيما يقربها إليه دون غيره من سائر خلقه، يقول الله ـ عز وجل ـ: ﱡﭐ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ [4]، ويقول ـ سبحانه ـ: ﱡﭐ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲕ ﲖ ﲗ  ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ  ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ  ﲪ ﲫ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ  ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲸ ﲹ ﲺ  ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ   [5].

2ـ معرفة الغاية من خلق الخلق:
إنما خلقنا الله ـ عز وجل ـ لأمر واحد، وهو إفراده ـ سبحانه ـ بالعبادة، يقول الله ـ عز وجل ـ: ﱡﭐ    ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ  ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ  [6].
فالله ـ عز وجل ـ ابتلانا واختبرنا بالأوامر والنواهي، فأمرنا بما هو الخير لنا في العاجل والآجل، ونهانا عن ما هو الشر لنا في العاجل والآجل، فهل سنسعى فيما خلقنا لأجله ؟!
وكذلك ابتلانا واختبرنا من جهة المصائب التي تقع على الإنسان، هل نصبر عليها، وهل نرضى بما قسم الله ـ عز وجل ـ لنا ؟!
يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ: ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ  ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ  [7].

3ـ كمال الدين وشموليته:
          فهذه الشريعة شريعة كاملة شاملة، لم تدع شيئًا يحتاج إليه الإنسان مما يوصله إلى النجاة في الآخرة إلا بيّنته، وليس في هذه الدنيا شيء يحتاج فيه الناس إلى حكم إلا وهو موجود في الكتاب والسنة، فهي شريعة صالحة لكل زمان ومكان، ومن هنا خُتمت بها الرسالات، لأن الناس لا تحتاج إلى غيرها، وجعل الله ـ عز وجل ـ نبينا محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرسلًا إلى الناس كافة.
          يقول الله ـ عز وجل ـ: ﱡﭐ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ [8]، ويقول ـ سبحانه ـ: ﱡﭐ    ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ [9]، ويقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (( قد تركتكم على البيضاء: ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ))[10]، ومعنى البيضاء: الواضحة، فهذه الملة واضحة.
          ولهذا تجد الشريعة قد استوعبت العلم الحديث في هذا العصر، فلا تناقض ولا تعارض بين العلم الحديث وبين نصوص الشريعة، فكل مخترع نافع للناس ليس فيه مضرة راجحة على مصلحته؛ تجد الحكم الشرعي واضحًا بإباحته، وما كان فيه ضرر راجح على مصلحته تجد الشريعة قد حرمته.

4ـ وضوح مصادر التلقي:
          ومن أَجَلِّ النعم التي أنعم الله ـ عز وجل ـ بها علينا؛ أنْ أوضح لنا مصادر تلقي هذا الدين، وهو الكتاب والسنة، وإجماع المسلمين، وجعل المعيار الصحيح لفهم الكتاب والسنة فهم من كانوا إلى الوحي أقرب؛ فتلقوه عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، من قوله وفعله وإقراره.
يقول الله ـ عز وجل ـ عن اتباع القرآن: ﱡﭐ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ  ﲕ ﲖ ﲗ [11]، ويقول ـ سبحانه ـ عن اتباع سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ﱡﭐ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ  ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ [12]، ولما سئل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الطائفة الناجية من هذه الأمة، قال: (( هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ))[13]، فجعل المعيار مع هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ هدي أصحابه ـ رضي الله تعالى عنهم ـ، ويقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ ))[14]، فالدين كامل، ومن أحدث شيئًا في الدين فهو باطل مردود.

5ـ النظرة الصحيحة للعقل:
          أعطى الإسلام العقل منزلته اللائقة به، فلم يلغه بحيث يجعله كأنه لا وجود له ولا اعتبار له، ولم يخرجه عن نطاق عمله بأن يطالبه بالنظر في ما لا طاقه له به من الأمور الغيبية، ولم يقدسه بحيث يجعله المعيار في الحلال والحرام، إذ عقول الناس تختلف، ولابد من مرجعية واضحة، وهي مصادر التلقي التي قررتها الشريعة، ومن هنا كان دور العقل هو النظر في الكتاب والسنة، مع مراعاة المعايير الصحيحة في الاستنباط، المسطرة في كتب أصول الفقه، إذ الوحي للعقل مثل النور للعين، فلا يمكن للعقل أن يرى بلا وحي، كما لا يمكن للعين أن ترى بلا نور، ومن دور العقل كذلك النظر في ملكوت السماوات والأرض، وحوادث الكون، وتاريخ البشرية، للاعتبار والاتعاظ، يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ: ﱡﭐ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ  ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ  ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ [15]، ويقول ـ سبحانه ـ: ﱡﭐ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ  ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ  ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ  ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ  ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ  ﲉ ﲊ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ  ﲒ ﲓ ﲔ [16]، بل قال ـ سبحانه ـ: ﱡﭐ  ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ  ﲘ ﲙ ﲚ [17]، وفي المقابل يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ـ رضي الله تعالى عنه ـ: ( ليس عام إلا والذي بعده شر منه، لا أقول: عام أخصب من عام، ولا أمير خير من أمير، لكن ذهاب علمائكم وخياركم، ثم يحدث أقوام يقيسون الأمور برأيهم، فينهدم الإسلام ويُثلم )[18]، أي: يُكسَر، فالذين يجعلون المعيار في الصواب والخطأ عقولهم المجردة عن الوحي سبب لانهدام الإسلام وثلم الإسلام.

6ـ الوسطية في كل شيء:
          الوسطية هي سلوك الطريق المستقيم، المتوسط بين طريقين، هما: طريق الغلو والتشدد، وطريق التفريط والتساهل، وهذه الوسطية هي الحق الذي جاء من عند الله ـ عز وجل ـ، فأرسلت بها الرسل، وأنزلت بها الكتب، وسلكها صالحوا كل أمة من الأمم، وسار عليها صالحوا هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن سار سيرهم وسلك مسلكهم إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين، والانحراف عن الوسطية يكون بسلوك أحد الطريقين السابقين المخالفين لها، وكلاهما مذموم.
          وكلما زاد التشدد زاد التساهل، وكلما زاد التساهل زاد التشدد، فلا يعالج التشدد بالتساهل، ولا يعالج التساهل بالتشدد، وإنما يعالج الجميع بالدعوة إلى الكتاب والسنة، وجمع الناس على العلم النافع، والعمل الصالح، يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ: ﱡﭐ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ  ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ [19]، ومعنى وسطًا: خيارًا عدولًا متباعدين عن طرفي الإفراط والتفريط.

شكر النعمة:
رأيتَ في المميزات المنتخبات المذكورة: كيف وفرت عليك هذه الشريعةُ الجهدَ والطاقة، فأعطتك معالم دينك واضحة بينة، ولم تجعلك في حيرة من أمرك: كيف أتيتُ ؟ ولماذا أتيتُ ؟ وإلى أين سأذهب ؟! وإنما جَلَّتْ لك هذه الأسئلة تجلية بالغة، فلم يبق عليك إلا العمل.
وهذا العمل الذي تعمله تنطلق فيه من خلال شريعة عَلَّقتك بالله ـ عز وجل ـ، وبينت لك أنك إنما خلقت لعبادته ـ سبحانه ـ، من خلال دين كامل شامل، له مصادر واضحة تتلقى عنها، وهو دين وسطي لا إفراط فيه ولا تفريط، بل يوافق العقل والنفس البشرية، ويتلاءم مع الواقع والحياة.
فاعلم أخي المبتعث ـ أرشدك الله لكل خير ـ أن من شكر الله ـ عز وجل ـ على هذه النعمة: أن تجعل حياتك لله، وأن تجعل دراستك لله، وأن تجعل سفرك لله، وأن ترجع معك بما يرضي الله، وأن تعمل في وطنك بعد رجوعك بالعمل الذي يرضي الله، وينفع عباد الله.
وهذا يتطلب منك أن تراعي في هذا الابتعاث أمورًا كثيرة، منها:

1ـ إخلاص النية لله:
          الإخلاص: أن تُخَلِّصَ قلبَك وتُصَفِّيَهُ من قصد غير الله ـ عز وجل ـ فتريد بسفرك وتعلمك وجه الله ـ تبارك وتعالى ـ. ومن الإخلاص أن تقصد نفع عباد الله، فالله ـ عز وجل ـ يحب منك أن تنفع الناس، وأن تسعى في الخير لهم، ومن أعظم وسائل النفع تعلم العلوم النافعة التي ترقى بها المجتمعات، وتزدهر بها الأوطان، يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ: ﱡﭐ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ [20]، ويقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ))[21]، ويقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (( أحب الناس إلى الله ـ تعالى ـ: أنفعهم للناس ))[22]؛ فمن أراد نفع وطنه وأمته فإنه لاشك سيأخذ من البلاد التي يرحل إليها خير ما عندهم، ويترك ما عداه.

2ـ طاعة الله ـ عز وجل ـ:
وذلك بفعل ما أمر الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ به، وترك ما نهى الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنه، فامتثال أوامر الله واجتناب نهيه مهمة المسلم في هذه الدنيا، وسبب فلاحه وفوزه فيها وفي الدار الآخرة، يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ: ﱡﭐ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ [23]، ويقول ـ سبحانه ـ: ﱡﭐ    ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ  ﱢ ﱣ ﱤ [24]، ويقول ـ عز من قائل ـ: ﱡﭐ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ  ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲙ ﲚ  ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲢ ﲣ ﲤ  ﲥ ﲦ ﲧ [25]، ويقول نبينا ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ: (( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ))، قالوا: ومن يأبى ؟! قال: (( من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى ))[26]. ويقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (( من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله هي الجنة ))[27]، فمن خاف من الله ـ عز وجل ـ وخاف من ذنوبه وخاف من فوات الجنة ومن دخول النار فإنه يسرع إلى الله ـ عز وجل ـ فيُقبل عليه عبادة وانقيادًا، ويفر من المعصية فرارًا، ليفوز برحمة الله، وينجو من سخطه.

3ـ البعد عن فتن الشبهات والشهوات:
          من عرف طريق الاستقامة، وأنها توصل إلى كل خير، وأن مخالفتها تحرمه هذا الخير، وتوقعه في كل شر، لاشك أنه سيفر من كل صارف يصرفه عن الصراط المستقيم، الموصل إلى جنات النعيم، والمنجي من عذاب الجحيم، ومن المزالق أن يعرض الإنسان نفسه للشبهات والشهوات، وهو يعلم من نفسه الضعف، حُجَّةً وهِمَّةً، فيخسر بسبب ذلك دينه وآخرته، ومن جميل التعاليم النبوية، ما ورد من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خَطَّ خَطًّا، وخط خطين عن يمينه، وخط خطين عن يساره، ثم وضع يده في الخط الأوسط، فقال: (( هذا سبيل الله ))، ثم تلا هذه الآية: ﱡﭐ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱰ ﱱ ﱲ  ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ [28] [29]، وحذرنا ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ من الفتن، ومن ذلك أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر ما سيصيب هذه الأمة من الفتن والبلاء، ثم بين المسلك الصحيح لتحقيق السلامة منها، فقال: (( إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جُعِلَ عافيتُها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مُهْلِكَتِي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة؛ فلتأته مَنِيَّتُهُ وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ))[30].
فبين ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ في هذا الحديث أن الفتن تأتي وتتتابع وتقوى، وأن المنجى منها:
الإيمان بالله واليوم الآخر، ومقتضى ذلك: الإقبال على الله ـ عز وجل ـ بالتعبد، بفعل أوامره، واجتناب نواهيه.
التعامل مع الناس بما تحب أن يتعاملوا به معك، وإن لم يتعاملوا هم معك بنفس المستوى.
الاجتماع على ولي الأمر المسلم، بالدفاع عنه، والسمع والطاعة له؛ فإن طاعته في المعروف من طاعة الله ورسوله، وهذا يعصم من الفتن.

4ـ الشخصية المتميزة المتعايشة:
          فالمسلم متميز عن غيره، ومتعايش مع غيره، فهو متميز في نفسه؛ لأن دينه دين كامل شامل، فلا يحتاج إلى أن يبحث عن الهدى في غيره، ولا يليق به أن ينصهر مع غيره، بل ينبغي أن يعتز بمبادئه وأن يكون متميزًا في شخصيته: عقيدةً، وعبادةً، وعادةً، مع تعايشه مع الناس المسالمين جميعًا، وتعامله معهم بالتي هي أحسن، يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ: ﱡﭐ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ  ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ  ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ  ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ  ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱼ ﱽ ﱾ  ﱿ ﲀ ﲁ ﲃ ﲄ ﲆ ﲇ ﲈ  ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲒ ﲓ ﲔ  [31]، ويقول ـ سبحانه ـ: ﱡﭐ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ  ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ [32]، ولما قال عمر ـ رضي الله عنه ـ للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها ؟ )، فشدد عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: (( لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حيًا ما وسعه إلا اتباعي ))[33]، ويقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (( من تشبه بقوم فهو منهم ))[34]. وتميز المسلم عن غيره لا يعني عدم التعايش مع المسالم من غير المسلمين، بل ولا يمنع الإحسان إليهم، يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ: ﱡﭐ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ  ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ  ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ  ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲑ ﲒ ﲓ  ﲔ ﲕ ﲖ [35].

5ـ إعطاء الصورة الحسنة عن دينك ومجتمعك:
          فأنت ـ أيها الطالب المبتعث ـ سفير دينك ووطنك، يقيس الناس مجتمعك عليك، ويقيِّمونه من خلالك، فكما أنك ذهبت إليهم لتأخذ منهم خير ما عندهم، فأظهر لهم خير ما عندك، بل أوصل لهم خير ما عندك، حتى يفوزوا كما فزت، ويربحوا كما ربحت، وليس عندك شيء أعظم من دينك الذي يدعوك إلى كل خير وفضيلة، وينهاك عن كل شر ورذيلة، ويأمرك بمعالي الأمور والأخلاق، وينهاك عن سفسافها، ولا يخفاك أن كثيرًا من غير المسلمين اهتدوا إلى الإسلام بأخلاق المسلمين، بل ولا يخفاك أن كثيرًا من البلاد دخلت في دين الله ـ عز وجل ـ بسبب تأثر أهلها بأخلاق تجار المسلمين، فاحرص على إيصال هذا الدين العظيم إليهم، وليكن لك همًّا، كما كان همًّا لنبيك الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي وصفه الله ـ عز وجل ـ بقوله: ﱡﭐ ﱔ ﱕ ﱖ  ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ [36]، أي: يكاد أن يهلك ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ من شدة الهَمِّ عليه، هَمِّ هداية الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ولهذا لما أسلم الشاب اليهودي قبيل وفاته بدعوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ له، فمات على الإسلام؛ خرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من عنده مستبشرًا، وهو يقول: (( الحمد لله الذي أنقذه بي من النار ))[37].

6ـ التمسك مع سعة الأفق:
          إن من طبيعة هذا الدين أنْ جعل الله ـ عز وجل ـ مسائله وأحكامه على مراتب، ففيه أشياء قطعية لا تحتمل الاجتهاد، كوجوب إفراد الله ـ عز وجل ـ بالعبادة، ووجوب الصلوات الخمس، وتحريم شرب المسكرات، وأشياء اجتهادية، تقبل الاجتهاد من أهل العلم، تتعدد فيها أقوال الفقهاء.
وموقفك أيها المسلم أن تستفتي في المسائل، وأن تأخذ بهذه الفتوى، وإذا سمعت أكثر من قول فخذ بقول الأوثق لزومًا، واحذر من اتباع الهوى في انتقاء الأقوال.
وينبغي ـ أيضًا ـ أن لا تشنع على غيرك، ممن عمل بغير الفتوى التي عملت بها، بل كن واسع الصدر، متحملًا للاختلاف، يقول الإمام مالك ـ رحمه الله ـ: ( إذا قل العلم ظهر الجفاء )[38]، فالجفاء والنفرة والشدة إنما تظهر إذا قل العلم الشرعي، فيظن الشخص المسألة الاجتهادية مسألة قطعية، كل من خالف فيها فهو على باطل، وهذا لا ينبغي، فليس الأمر كذلك، كما أنه لا ينبغي للإنسان أن يعتبر المسألة القطعية التي لا تحتمل الاجتهاد مسألة يُقبَل فيها تعدد الآراء.
فعلينا دائمًا أن نرجع إلى الوحي الشريف، ووسيلتنا إلى فهمه العلماء الراسخون الذين هم أهل الاختصاص، يقول الله ـ عز وجل ـ: ﱡﭐ ﱊ ﱋ  ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ [39]، وليس معنى لا تعلمون: ليس عندكم عقول تفكرون بها، فهذا الفهم للآية غير صحيح؛ لأن جميع الناس الأسوياء لهم عقول يفكرون بها، لكن المعنى: إن كنتم لا تعلمون مراد الله ـ عز وجل ـ من كلامه، ولا تعلمون حكم الله ـ عز وجل ـ في هذه المسألة التي تحتاجون فيها إلى الفتوى، ولا يخفى أن مراد الله ـ عز وجل ـ يظهر من خلال جمع النصوص المتعددة في المسألة الواحدة، وتنزيلها تنزيلًا صحيحًا على الواقع، وهذا يحتاج إلى متخصص، فَتَعَيَّنَ الرجوعُ إلى أهل العلم في الاستفتاءات، واستشارتهم فيما ينزل من الوقائع والمشكلات، يقول الله ـ عز وجل ـ: ﱡﭐ    ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ  ﲒ ﲓ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ  ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ  ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲴ ﲵ  ﲶ ﲷ ﲸ [40].

خاتمة ـ نسأل الله حسن الخاتمة ـ:
          أيها المبتعث الموفق: اعلم ـ أرشدك الله لكل خير ـ أن المسلم أينما وقع نفع، وكلما حل ارتفع، فهو دائم السير والحركة في الخير.
وتذكر ـ أيضًا ـ أننا جميعًا في انتظار عودتك سالمًا غانمًا، سلمت من جميع الآفات، وغنمت العلوم النافعات، لتنفع في بلدك كما انتفعت فيه من قبل، وترد شيئًا من الجميل الذي بذل إليك، فكن خير مبتعث راحل، وخير عائد نازل.
          أسأل الله ـ تبارك وتعالى ـ بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفقك لمراضيه، وأن يجنبك مساخطه، وأن ينفعك في رحلتك العلمية، وينفع بك البلاد والعباد في حياتك العملية.
          والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه/ عمار سعيد بن طوق المري
واعظ أول بإدارة التثقيف الديني
بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي
يوم الإثنين 27/ 3/ 1438 ه
الموافق 26/ 12/ 2016م


[1] سورة: المائدة، الآية: 3.
[2] سورة: الحج، الآية: 78.
[3] سورة: التوبة، الآية: 128.
[4] سورة: الرعد، الآية: 28.
[5] سورة: الحشر، الآيات: 22 ـ 24.
[6] سورة: الذاريات، الآيات: 56 ـ 58.
[7] سورة: الملك، الآيات: 1 ـ 2.
[8] سورة: المائدة، الآية: 3.
[9] سورة: الأعراف، الآية: 158.
[10] رواه الإمام أحمد في مسنده، برقم: 17142، وابن ماجه، برقم: 43، من حديث العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ. قال المنذري ـ رحمه الله ـ: ( بإسناد حسن ). الترغيب والترهيب، برقم: 93.
[11] سورة: الأنعام، الآية: 155.
[12] سورة: الأحزاب، الآية: 21.
[13] رواه الترمذي، برقم: 2641، من حديث عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ، وحسنه الألباني ـ رحمه الله ـ.
[14] رواه مسلم، برقم: 4589، من حديث أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ.
[15] سورة: الأعراف، الآية: 185.
[16] سورة: الروم، الآيات: 8 ـ 9.
[17] سورة: الأنفال، الآية: 22.
[18] رواه الطبراني، المعجم الكبير، برقم: 8473. والدارمي في مسنده، برقم: 194. وقال الشوكاني ـ رحمه الله ـ: ( رجاله ثقات ). الفتح الرباني، 5/ 2220.
[19] سورة: البقرة، الآية: 143.
[20] سورة: الزمر، الآية: 14.
[21] رواه البخاري، برقم: 1، ومسلم، برقم: 5036، من حديث عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.
[22] رواه الطبراني، في المعجم الكبير، برقم: 665، و 13468، من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ. وحسنه الألباني ـ رحمه الله ـ في السلسلة الصحيحة، 906.
[23] سورة: آل عمران، الآية: 132.
[24] سورة: المائدة، الآية: 92.
[25] سورة: آل عمران، الآية: 185.
[26] رواه البخاري، برقم: 7280، من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
[27] رواه الترمذي، برقم: 2450، من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ. وصححه الألباني ـ رحمه الله ـ. ومعنى ( أدلج ): سار أوّل الليل. أي أن الذي يخاف في سفره من عدو يطارده ـ مثلًا ـ فإنه يسير النهار ويسير الليل ـ أيضًا، فإذا فعل ذلك وصل بلده الذي يأمن فيه، ومثله من يسير إلى الله والدار الآخرة يخاف من ذنوبه وتقصيره فإنه يسارع في الطاعة حتى يبلغ المكان الذي يأمن فيه، وهو الجنة. انظر: فيض القدير، للمناوي، 6/ 159.
[28] سورة: الأنعام، الآية: 153.
[29] رواه ابن ماجه، برقم: 11، من حديث جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ. وصححه الألباني ـ رحمه الله ـ.
[30] رواه مسلم، برقم: 4882، من حديث عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ.
[31] سورة: البقرة، الآيات: 136 ـ 138.
[32] سورة: آل عمران، الآية: 85.
[33] رواه البيهقي في شعب الإيمان، برقم: 174. وحسنه الألباني ـ رحمه الله ـ في إرواء الغليل، برقم: 1589.
[34] رواه أبو داود، برقم: 4033، من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ. قال الحافظ العراقي ـ رحمه الله ـ في تخريج الإحياء: ( إسناده صحيح ). 1/ 359.
[35] سورة: الممتحنة، الآيات: 8 ـ 9.
[36] سورة: الكهف، الآية: 6.
[37] رواه أبو داود، برقم: 3097، من حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ. وصححه الألباني ـ رحمه الله ـ.
[38] مجموع فتاوى شيخ الإسلام، 17/ 308.
[39] سورة: النحل، الآية: 43. وسورة الأنبياء، الآية: 7.
[40] سورة: آل عمران، الآية: 7.