الأربعاء، 22 يونيو 2016

سلسلة ( المعنى الإجمالي ) 1/ 6: القرآن الكريم

القرآن الكريم

أولاً: النصوص القرآنية والنبوية الواردة:

1ـ يقول الله ـــ عز وجل ـــ: (( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ))[1].
2ـ عن أبي أمامة ـــ رضي الله عنه ـــ، قال: سمعت رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ يقول: (( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه )). رواه مسلم[2].
3ـ وعن عثمان بن عفان ـــ رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ: (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )). رواه البخاري[3].
4ـ وعن ابن عباس ـــ رضي الله عنهما ـــ قال: قال رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ: (( إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخَرِب )). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح[4].
5ـ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـــ رضي الله عنهما ـــ، عن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ قال: (( يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها )). رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح[5].
6ـ وعن عمر بن الخطاب ـــ رضي الله عنه ـــ، أن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ قال: (( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين )). رواه مسلم[6].
7ـ وعن أنس ـــ رضي الله عنه ـــ، أن رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ قال: (( إن لله أهلين من الناس ))، قيل: يا رسول الله من هم ؟ قال: (( هم أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته )). رواه البزار. وصححه الألباني[7].

ثانياً: المعنى الإجمالي:

        أنزل الله ـــ تبارك وتعالى ـــ هذا القرآن العظيم، على قلب نبينا الكريم ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ تبياناً لكل شيء، أي: في أصول الدين وفروعه، وفي كل أمر من أمور الدين والدنيا، التي يحتاج إليها العباد، ليصلوا بها إلى الجنة، وينجوا بها من النار، ونزّله ـــ سبحانه ـــ هداية للخلق، فالهدى الذي هو العلم النافع والعمل الصالح: يصل به العبد إلى ربه ـــ سبحانه ـــ، فيسلك الطريق المستقيم، الموصل إلى جنات النعيم، والمنجي من عذاب الجحيم، والقرآن كذلك رحمة بما يحصل للمشتغل به من انشراح صدر، ووفور عقل، وما يحصل له به من الفوز في الآخرة، ويبشر الله ـــ عز وجل ـــ بهذا القرآن أهل الإيمان.
        ولما كان لهذا القرآن هذه المنزلة العظيمة، حثنا نبينا الكريم ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ على قراءته، والعناية والاشتغال به، وليس ذلك مقصورًا على القراءة المجردة، بل المطلوب من العبد، أن يقرأه، ويحفظه، ويتفقه في معانيه، ويعمل بما فيه، ويدعو إليه كذلك، فإذا حصل منه هذا الاشتغال بالقرآن، كان قد قرأه القراءة الأكمل، التي يعظم انتفاع صاحبها بثمرات القرآن، فينال بذلك كل ما أعده الله ـــ عز وجل ـــ لأهل القرآن، فيكون القرآن شفيعاً له، ويكون قد بلغ الخيرية، الحاصله من تعلم القرآن وتعليمه، حروفاً ومعاني، ويكون قلبه عامرًا بالإيمان والطمأنينة، فيندفع بذلك إلى مزيد من الأعمال الصالحات، ويستوحش قلبه من المنكرات، فيكون ذلك عوناً على الرقي في الجنات.
        ومما يدلنا على إكرام الله ـــ عز وجل ـــ لأهل القرآن، ما رواه البخاري[8] من حديث أنس بن مالك ـــ رضي الله عنه ـــ أن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ قال لأبي بن كعب ـــ رضي الله عنه ـــ: (( إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن ))، قال أبي: آلله سماني لك ؟ قال: (( الله سماك لي ))، فجعل أبيّ يبكي. قال قتادة: فأُنبئت أنه قرأ عليه: (( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب )). فهذا الصحابي الجليل أبي بن كعب ـــ رضي الله عنه ـــ، المعروف بعنايته بالقرآن، واشتغاله به، وتعليمه للناس، أكرمه الله ـــ عز وجل ـــ بهذا التكريم العظيم، وهو أن سماه من فوق سبع سماوات، وأمر نبيه ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ أن يقرأ عليه، وذلك لأن أبي بن كعب من أهل القرآن، وأن أهل القرآن هم أهل الله ـــ عز وجل ـــ، وخاصته.
        فتأملوا عباد الله، كيف رفع الله ـــ عز وجل ـــ منزلة القرآن، ورفع منزلة من قرأ القرآن، وتعلمه، وعمل بما فيه، ودعا إليه، فلم يجعل القرآن وراء ظهره، ولم يهجره، لا هجر قراءة، ولا هجر تدبر، ولا هجر عمل.
        فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل القرآن، القارئين له، والمتفقهين فيه، والعاملين بما فيه، والداعين إليه، اللهم اجعلنا من أهلك وخاصتك، وارزقنا اللهم الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعذنا من النار وما قرب إليها من قول وعمل.
        وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، أجمعين ...



[1] سورة: النحل، الآية: 89.
[2] صحيح مسلم، برقم: 1910.
[3] صحيح البخاري، برقم: 5027.
[4] جامع الترمذي، برقم: 2913.
[5] سنن أبي داود، برقم: 1466. وجامع الترمذي، برقم: 2914.
[6] صحيح مسلم، برقم: 1934.
[7] البحر الزخار المعروف بمسند البزار، 13/ 540. وصحيح الترغيب والترهيب، برقم: 1432.
[8] صحيح البخاري، برقم: 4960.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق